فضائية القدس التعليمية
Al-Quds Educational Channel

تردد 12645 أفقي / نايلسات

احذر"فومو".. أحدث أمراض الـ"سوشال ميديا"

رام الله-“القدس” دوت كوم- على موقع “تويتر”، غرّد مهند خالد قائلاً: “كل خمس دقائق أقوم بفحص تنبيهات مواقع التواصل الاجتماعي وكأني أقوم بفتح ثلاجة المنزل. أعرف أن لا جديد هناك، لكنني أشعر بأن حالتي مستعصية”.

ومن منّا لا يقوم بتفحص هاتفه، أو حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، أو بريده الإلكتروني كل دقيقة، أو ربما في اليوم عشرات المرات؟ فعندما يصلك إشعار على الهاتف لدعوة من أصدقاء، أوعندما تشاهد مجموعة في رحلة ما، أو حفلة غنائية، تشعر برغبتك في التواجد معهم.

تلك الحالة أطلق عليها علم النفس إسم FOMO، وتعني Fear of Missing Out، أي متلازمة الخوف من أن يفوتنا شيء. وعلى رغم حداثة هذا المصطلح بعد ثورة التواصل الاجتماعي، إلا أن الدوافع النفسية للشعور بهذا القلق قديمة جداً، وفقاً لما ذكرته عالمة النفس أنيتا سانز، على حسابها في “تويتر”، وقدمت ملخصاً عن هذه الظاهرة من وجهة نظر نفسية، رداً على سؤال تم توجيهه لها على موقع “كورا”.

الإنتباه إلى كل المتغيرات والمعلومات من حولنا يعود إلى الطبيعة البشرية، وهي طريقة قديمة نشأت معها عادة الثرثرة، وبمرور الوقت تغيرت وسائل نقل المعلومات فأصبحت تتمثل في التلفزيون، والصحف، والإنترنت، والهواتف ومنصات التواصل الاجتماعي. بحسب سانز.

التوتر النفسي المصاحب لهذه العملية شعور سيئ، إذ يحاول العديد منّا تجنب الإحساس بالإستبعاد أو “الفومو”، ويضاعف بعضنا جهودهم كي لا يفوته أي شيء، وينتهي الأمر إلى عملية مستمرة من الفحص والمراجعة دومًا، فتجد الناس يتفقدون حساباتهم على فايسبوك وتويتر وسناب شات، يتابعون التعليقات والمستجدات ليروا إن كان شيئ قد فاتهم. القلق من أن يفوتك شيء ما، هي عادة قديمة ساعدت مواقع التواصل الاجتماعي على إعادتها للواجهة.

الأكاديمي جوزيف ريجل، في مجلة “هاربوس” التابعة لكلية هارفارد للأعمال في أميركا، ذكر في مقال أن هناك جزءاً مختصاً في الدماغ يسمى اللوزة الدماغية أو العصبية، وهو الجهاز المسؤول عن سلوكياتنا العاطفية والانفعالية، والذاكرة المرتبطة بها، وتتمثل وظيفتها في اكتشاف الأمور التي تهدد بقاءنا، فإن لم نملك معلومات حيوية أو شعرنا بأننا لسنا جزءاً من المجموعة، فإن ذلك كاف لتثير اللوزة الدماغية التوتر وتنشط رد الفعل.

وكشف استطلاع رأي أجراه موقع MyLife الأميركي عام 2013، أن 56 في المئة من الأشخاص، يخشون فوات أحداث وأخبار وأنشطة هامة أثناء فترات ابتعادهم عن شبكات التواصل الاجتماعي، ووجدوا أن 51 في المئة من مستخدمي هذه الشبكات، يزورون حساباتهم بشكل متكرر أكثر مما كان أي قبل عامين فقط، و27 في المئة منهم يتفقدون حساباتهم بمجرد الاستيقاظ من النوم.

أكثر الناس عُرضةً للخوف من أن يفوتهم شيء هم في العادة أشخاص كثيرو القلق وانطوائيون. إذ يعمل عقلهم على تفادي تكرارها، فيجهدون أنفسهم في التفكير والملاحقة حتى لا يفوتهم شيء، إلى أن يصابوا بصدمة عصبية أو عاطفية. ووفقاً لرأي أنيتا سانز، فإن هذا المرض المستحدث من السوشال ميديا، يندرج تحت درجات الوسواس القهري. لذلك تنصح بضرورة أخذ استراحة من مواقع التواصل الاجتماعي، والتركيز على البيئة الواقعية بدلاً من العالم الإفتراضي، الأمر الذي يمنح أعصابهم الهدوء، ويبعدهم عن القلق والتوتر.